تقع الفاشر في الجزء الغربي من المليون ميل مربع عاصمة ولاية شمال دارفور كعادة كل المدن العريقة اختلفت الروايات عن نشأة هذه المدينة فبعض الرويات تؤكد قيامها في القرن السابع عشر الميلاد، وأخرى تشير إلى تواريخ قبل هذا القرن. لكنها جميعاً اتفقت على وجودها في القرن السابع عشر.وكما اختلفت الروايات حول تسميتها اختلفت كذلك حول سبب التسمية، وإن كان الأقرب أنها سميت باسم ثور أحد سلاطين الفور القدامى وكان هذا الثور الذي يسمى فاشر ذو حظوة عند صاحبه وكان تترك له حرية الحركة في أرجاء السلطنة مع كل الحماية من الأهالي وفي احدى المرات غاب هذا الثور لفترة دون الظهور وعند البحث عنه وجد في موقع مدينة الفاشر الحالية حيث أنها منطقة منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار وعلى هذا سميت المنطقة بالفاشر أو برواية أخرى الفيها شر. تعتبر الفاشر ملتقى للعديد من الثقافات والأعراق والسحنات وهي تعتبر صراحة منطقة التقاء وتداخل ثقافي كبير حيث تقطن المدينة عشرات القبائل ولربما تكون قبيلة الفور هي القبيلة الرئيسة ( ومنها جاءت تسمية دارفور وتشير الروايات التاريخية إلى أنها قبيلة نتيجة التزاوج بين أحد امراء الدولة الاسلامية واحدى بنات سلاطين المنطقة حيث نتجت منها هذه القبيلة الكبيرة والتي أسست دولة الفور العريقة والتي يعتبر السلطان سليمان صولون أو سولونج هو مؤسس دولتها الحديثة التي استمرت حتى دخول الاستعمار الانجليزي إلى المدينة عام 1916م بقيادة هدلستون ومقتل السلطان علي دينار( دينار ليست العملة المعروفة بل هي تجميع لكلمتي: دي والتي تعني هذا، ونار التي تعني الشدة والصلابة ولربما القسوة في بعض الأحيان) ابناء الفور لهم مكانة خاصة داخل الفاشر وبالأخص أحفاد السلطان علي دينار الذين ما زال لهم وجود مؤثر داخل المدينة ومنهم الأمير ربيع بحر الدين علي دينار وشقيقه الأستاذ الفاضل بحر الدين وهناك أيضاً الأستاذ سليمان الذي يعتبر واحد من كبار الأجاويد بالمدينة وعباس أيوب علي دينار بمراسم الولاية. ومن القبائل الكبيرة أيضاً في الفاشر قبيلتي الفلاتة والهوسة واللتين تستطيع أن تقول بأن معظمهم محصور في الجزء الأوسط الجنوبي من المدينة , أحياء تمباسي ودادنقا والرديف وهم أصحاب إرث فلكلوري ما يزال مميزاً لهم وفرقتهم تكاد تكون الفرقة الشعبية الوحيدة التي لا تزال تمارس نشاطها. ولربما من أشهرهم في الوقت الراهن / جدو ناصر وهو يتميز بأنه صاحب سينما شبه جوالة وساحر وبطل كمال الاجسام ومروض ثعابين ومشجع كرة وأحد أفضل صانعي الأقاشي ( وهو نوع من اللحوم العادية ولكن يتم تصنيعها بطريقة خاصة باستخدام أنواع خاصة من البهارات) وهي لذيذة جداً تميز بصناعتها أبناء الهوسة أمثال جدو ناصر وكشني وواشنطن ومن اكبر القبائل بالفاشر قبيلة الزغاوة وهي إحدى القبائل الرعوية التي استوطنت المنطقة الغربية من دارفور باتجاهات الحدود التشادية مثل الطينة، كرنوي، امبرو دار زغاوة. وهي من القبائل التي لها وجود كبير داخل الفاشر وهم منتشرون داخل المدينة لكن وجودهم بكثافة يكمن في حي الوحدة الواقع جنوب شرق الفاشر وخور سيال شرق المدينة وأم شجيرة اقصى جنوب المدينة. وللزغاوة وجود تجاري وسياسي كبير داخل المدينة ومن أشهرهم النور يعقوب وهو شقيق المرحوم آدم يعقوب صاحب شركات أركوري وأسرة بقال سراج من أشهر الأسر بالفاشر ومن ابرز ابناءها الاستاذ نصر الدين بقال سراج معتمد محلية الفاشر أيضاً اريبا (ليس أريبا الشركة) بل محمد شرف الدين اريبا مدير شركة مد اير لاين وابراهيم دمغة أبرز لاعبي واداريي ومدربي مريخ الفاشر ولعب للمريخ العاصمي في السبعينات تقريباً باسم ابراهيم دمغة وقد كان ضحية لشيطان الحرب والموت الزؤام) واسرة دوسة وغيرهم كثر. وللقبيلة أبناء في جميع المواقع الحيوية والتجارية بالمدينة ومن القبائل الكبيرة داخل المدينة قبيلة البرتي والذين تعتبر أصولهم من الجزء الشمالي الغربي من دارفور وهم يتواجدون بكثافة في الجزء الشرقي من المدينة وبالتحديد حي المصانع وأصحاب تواجد كبير جداً بمدينة مليط شمال الفاشر أفراد هذه القبيلة يعمرون جزء كبير من قرى شمال دارفور وتحديداً ريفي مدينة الفاشرولهم أيضاً عدد من الرموز داخل المدينة لربما يكون أبرزها العم والمرجع الأنصاري الكبير والقيادي البارز القديم اسماعيل اسحق الشهير بسمي جدو رحمه الله وأيضاً ينتمي لهم الفريق أول ركن ابراهيم سليمان حسن أحد ابناء دارفور البررة والذي تقلد عدد من المناصب أبرزها وزارة الدفاع وولاية شمال دارفور ومن هذه القبيلة والي الولاية الحالي الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر وهو من برتي الطويشة التي تقع شرق الفاشر قرب مدينة اللعيت هذه قد تكون القبائل البارزة داخل المدينة ولكن في الحقيقة هنالك أبناء للعشرات من القبائل ذات الأصول الدارفورية أو غيرها من الوافدين من الجزء الشرقي من السودان والذين هاجر أجدادهم من مناطقهم إلى دارفور وباتوا يحملون الانتماء للفاشر بالميلاد وكثيرين لا يعرفون شيئاً عن مناطق أصولهم هذا عن القبائل في فاشر السلطان
طبيعة سطح الفاشر:-
قامت الفاشر على مجموعة من الكثبان الرملية وهذا ما منح سطحها نوع من عدم الانتظام ( عالي واطي) وعدم الانتظام هذا يمنحها بعداً جمالياً جذاباً حيث ترى الأضواء على مستويات مختلفة من الارتفاع تمنحك الانطباع بأنها مجموعة من الأبنية مختلفة الارتفاع، وهذا ما دفع الأستاذ الرائع / صلاح التوم من الله إلى اطلاق مقولته الشهيرة ( الفاشر في الليل باريس وفي النهار تضاريس) أيضاً طبيعة أرضها رملية وتحيط الكثبان الرملية الرائعة بالمدينة من الاتجاهات الثلاثة , الشرق والشمال والغرب
نقطة ارتكاز يقوم عليها هذا التقسيم :-
وهنا اختار فولة الفاشر التي تتوسط المدينة وعلى ضوء هذا تكون الاتجاهات الأربعة على النحو التالي :-
الشرق :-
إلى الشرق مباشرة من الفولة توجد بحيرة الطيب المرضي ( وهو أحد حكام الفاشر وهو الذي قام بحفر البحيرة وتسويرها فسميت باسمه) ويربط بينها وبين الفولة كبري يبلغ طوله حوالي نصف الكيلومتر وشرقها مباشرة يوجد ملاعب الشهيد الزبير محمد صالح للألعاب الرياضية وهي من المنشآت الجديدة في الفاشر وفيها تقام مباريات كرة الطائرة وخماسيات كرة القدم وإلى الشرق منها ميدان النقعة وهو يجاور بحيرة الطيب المرضي في الوقت نفسه ولذا فإنها تتحول في أيام الخريف الأولى إلى امتداد لها. وهي ميدان كرة القدم الرئيسي والذي تقام فيه جميع المباريات ما عدا أيام الخريف والمباريات القومية حيث تلعب باستاد الفاشر إلى الشرق من النقعة مباشرة نجد سوق الفاشر الكبير بالعديد من معالمه البارزة ويمتد شرقاً حتى مسجد الفاشر العتيق هناك العديد من الأحياء المتاخمة للسوق من الناحية الشرقية أبرزها حي الوكالة وحي العظمة ومن ثم أحياء الجيل والجوامعة والهوارة وكفوت والمعهد والمصانع والطريفية والصفا وأخيراً حي الجبل الذي يقع أقصى شرق المدينة
الجزء الجنوبي الشرقي :-
كما أسلفت فحي العظمة هو الحي المتاخم للسوق من الاتجاه الجنوبي ويحوي هذا الحي شارعاً مهماً هو شارع العيادات الذي يحوي عدد كبير من العيادات الطبية في مختلف التخصصات إلى الشمال الشرقي نجد حي شمال الأهلية ( يقع شمال مدرسة الأهلية) وحي الفاشر الثانوية وأحياء التجانية وصولاً إلى خور سيال أما عن الجزء الشمالي من المدينة وهو جزء يحوي العديد من المواقع الهامة حيث يقع وإلى الشمال من الفولة مبنى اتحاد عمال ولاية شمال دارفور ومباني الاختيار للخدمة العامة، وزارة المالية، وزارة الصحة في صف واحد، ثم يليه من الغرب إلى الشرق قيادة المنطقة العسكرية الغربية، وزارة الزراعة، الأمانة العامة لحكومة الولاية، سينما الفاشر ( المتوقفة بفعل حالة الطوارئ) سوداتل، مجمع المحاكم، ادارة شرطة الدفاع المدني، مقر المجلس التشريعي للولاية ومن ثم بلدية الفاشر والتي تجاور حي صغير يدعى حي كاكوم (وهو حي مقصور على أسرة ممتدة تعرف بآل كاكوم قدمت العديد من الوجوه المؤثرة منها على سبيل المثال لا الحصر الشهيد / اللواء كاكوم الذي قاد القوات السودانية لتحرير راجا ومن ثم مباني الاذاعة والتلفزيون والنقل الميكانيكي ثم تعرج على حي الكرانك العريق والذي يضم منازل معظم الوزراء والموظفين وأيضاً مستشفى الفاشر التعليمي وادارة التأمين الصحي ومجمع العمليات التابع لها ومستشفي الأطفال الخيري الذي شيد حديثاً ومن ثم حي القبة، الشرفة، الزيادية، قيادة الدفاع الجوي، المستشفى العسكري ومن ثم أحياء النصر، وإلى الشرق من المستشفى يبدأ حي التكارير وديم سلك وامتداد ديم سلك أما بالنسبة للجزء الغربي فيضم وزارة التربية والتعليم، مدرسة الفاشر الثانوية النموذجية بنين التي قدمت لكل السودان عدداً من النوابغ ومن ثم قشلاق الجيش، السجن الحربي، قيادة الاشارة، قيادة المهندسين، ومن ثم حي أولاد الريف العريق والذي يتاخم وادي الفاشر ولربما هو من أفضل المزارعين الداخليين ويضم الحي محطتي المياه والكهرباء الرئيسيتان للمدينة، وإلى الغرب نجد مطار الفاشر الدولي وهو من أعرق المطارات على مستوى السودان حيث انشئ ابان الحرب العالمية الثانية وبه ثالث أفضل مدرج هبوط واقلاع بعد مطاري الخرطوم وجوبا وتتاخمه إلى الشمال عدد من المخازن الضخمة التابعة للمنظمات الدولية وإلى الشمال أيضاً نجد استاد الفاشر وحي الدرجة الأولي ومن ثم حي أبو شوك والذي يليه واحد من أكبر معسكرات النازحين بدارفور، وإلى الغرب من المطار نجد مباني جامعة الفاشر وداخليات الطالبات ومن ثم داخليات الطلاب بعدها قيادة المدفعية ووحدة الرادار العسكري وإلى الشمال من الجامعة نجد مستشفى التوليد التخصصي ( المستشفى السعودي) ومقر قيادة قوات الاتحاد الافريقي بالفاشر ومشروع ابو حمرة الزراعي ومجمع الوزارات هذا عن الجزئين الغربي والشمالي أما من الناحية الجنوبية مباشرة من الفولة نجد رئاسة شرطة ولاية شمال دارفور ومن ثم ادارة السجل المدني فادارة الهجرة والجنسية ثم مدرسة المزدوجة أقدم مدرسة أسست في المدينة ومن ثم يبدأ حي شباب النيل وقبله رئاسة السجون أو كما تعرف بين أهل المدينة ( خير خنقا) وبعد السجون نجد قشلاق الشرطة حي القاضي شرق وغرب وإلى الجنوب احياء التيمانات والوحدة أما إلى الجنوب من حي شباب النيل فنجد حي مكركا محل عكاظ بيقول كع، الكفاح، تمباسي، دادنقا، الرديف ومن ثم واحد من أشهر الأسواق ألا وهو سوق المواشي وفيه تقدم ألذ لحمة طازجة مشوية، وإلى الجنوب امتدادات لأحياء جديدة نوعاً مثل السلام والثورة وهنالك حي دبة ام شجيرة والسوق المركزي للمواشي ، بالفاشر العديد من المعالم التاريخية التي بقيت عبر الحقب الزمنية الطويلة ولربما من أبرز هذه المعالم حجر قدو معلم مشهور بالمدينة بأباره سادتى ان اتجهتم شمال موقع حجر قدو تجدون مدرسة الفاشر الاهلية الثانوية بنين والذي يعد من اشهر المؤسسات التعليمية بالمدينة تاسست هذه المدرسة في العام 1945م هذه المؤسسة التعليمية الذي افتخر بشرف الدراسة فيها لثلاث اعوام وقيادة العمل الطلابي واتحادها لثلاث دورات متتالية وايضاً من المعالم التاريخية في سوق حجر قدو واماكن الشهرة ( قوة البنابر ) ويا حليل عمنا ادم ابوذيد اما المجمع الثقافى أجرو مسرحه واصبحت سينما المدينة ومن المعالم البارزة أيضاً قصر السلطان على دينار المكون من طابقين أرضي وأول ويعتبر من أقدم الأبنية المبنية بهذا النمط في المدينة تجاوره العديد من المباني الأخرى المسقوفة بالقش بالتحديد هي مسقوفة بنوع من القش لها ريحة عطرة عندما يبتل يسمى بالمحريب وقد حول القصر وبقية المباني إلى متحف أطلق عليه متحف السلطان علي دينار، وأيضاً ذهبت بعض هذه المباني الأثرية لتكون جزءاً من وزارتي المالية والصحة وهناك أيضاً ميدان النقعة الذي يعتبر من أقدم ميادين الكرة المسورة في المدينة، وحتى بعد انشاء استاد الفاشر بقي هو ملعب كرة القدم الرئيسي بالمدينة لتمركزه في وسط المدينة بينما استاد الفاشر يقع في أطرافها ويتحول في الخريف إلى بركة مائية توقف النشاط الكروي، وأيضاً في أيام مولد الرسول صلى الله عليه سلم تنصب خيام المولد داخله عدا أيام الخريف أيضاً تقام به كرنفالات تخريج قوات الشرطة والعديد من المخاطبات الجماهيرية ، بالتأكيد ليست هذه كل المعالم البارزة في الفاشر ولكنها الأبرز ولربما أعود يوماً لأتناول بعض المعالم الأخرى وفي هذه المرة نتناول بالحديث العديد من الشخصيات التي أثرت وما زالت تؤثر في مدينة الفاشر واوعدكم بالكتابة عن الشخصيات البارزة في هذه المدينة في المقال القادم و أتمنى من أبناء الفاشر أو من عاش فيها لفترة مساعدتي في استكمال جوانب هذا المقال الذي يقدم هذه المدينة السودانية إلى كل مرتادي واحة المشاهير الوارفة لربما من أبرز الشخصيات التاريخية التي تتبادر إلى الذهن عندما تذكر الفاشر هو السلطان على دينار فالسلطان علي دينار كان في أم درمان مع الخليفة عبد الله التعايشي الذي أصر على بقائه بالقرب منه في أمدرمان وعدم ترك الفرصة له للعودة إلى دارفور لأنه يعلم مدى طموح الرجل وروحه الوثابة للزعامة وبالفعل بقي علي دينار ابن السلطان محمد الفضل في أم درمان حتى بداية الغزو الثنائي ( الانجليزي المصري) للسودان حيث استغل الرجل فرصة انشغال الخليفة بأمور الحرب وكيفية التصدي للخطر المحدق بالدولة الاسلامية وفر باتجاه دارفور حيث أعاد بناء الفور للتجمع حوله وأقصى عامل المهدية على دارفور وأعلن نفسه سلطاناً لعموم الفور بعدها وبعد استتباب الأمر للجيش الغازي في السودان بدأ التفكير في دارفور ولكن السلطان علي دينار سارع بالاتصال بالحكومة وأعلن عن تعاونه معها وبالفعل بدأ الرجل في دفع ضريبة معينة للحكومة الانجليزية في السودان ولكنه وفي الوقت نفسه كان يخطط للاتصال بسلطان وداي ( وهي سلطنة تقع إلى الغرب من دارفور ومحاولة ترتيب صفوفهما معاً للتصدي للانجليز وذلك بالتعاون مع بعض أعداء ومنافسي الامبراطورية البريطانية ( وهم بالمناسبة كثر في ذلك الزمان) لكن أخبار التخطيط السري لعلي دينار للاطاحة بالنفوذ البريطاني في السودان بلغ الحكومة البريطانية المصرية المتمركزة في الخرطوم وقد اهتمت الحكومة بالأمر ولم تستصغره أو تتجاهله وكان لها في درس استهتار الحكومة التركية المصرية ببدايات الثورة المهدية وحركة الامام محمد احمد المهدي في الجزيرة أبا عبرة كبيرة، فسارعت إلى تكوين جيش كبير ووضعت على رأسه القائد البريطاني هدلستون وسيرت هذه الحملة للقضاء على علي دينار قبل أن يستفحل أمره ويكون سكيناً في ظهر الامبراطورية البريطانية المصرية في السودان وفي منطقة سيلي (شمال شرق الفاشر) انهزمت جيوش دارفور امام جنود الغزو وغادر السلطان عاصمته الفاشر متوجهاً صوب جبل مرة ( المركز الرئيسي لقبيلة الفور) ولكن قبل أن يقوم بتجميع مقاتليه ويستعد للمواجهة لحق به هدلستون وهكذا شهد العام 1916م استشهاد السلطان على دينار الذي ترك العديد من الآثار الباقية حتى اليوم في مدينة الفاشرومنها قصره ومسجده وقبته وما تزال مقربته موجودة في منطقة طرة بجبال مرة ورواية أخرى بالفاشر نواصل الحديث عن بقية الرجال الذين تركوا بصماتهم في هذه المدينة في حلقات قادمة ومن اشهر مجانينها و(متجننينها) عزالدين وهم ، بازينجر راس كلب الشهير ب"بنج"، بخيت لبط ، أم دولاب ، حوايات ، مومو ، عشة ام جناقير و كثيرون غيرهم دفعهم نحو الجنون و الادمان رهافتهم و شفافيتهم ، كل واحد منهم قصة و تأريخ لحوادث هذا الاقليم .. وظرفاء المدينة أخذوا من هذا الجنون مزحة ، ابراهيم مليم ، أمين حسب الله ، أبوعصاية ،الأمين اشكا و القائمة تطول ، مغنينها حسن محمد صالح ، حسن كويس، خلوصى ،عزو ، مبارك المنصورى ، حسن عائش ، احمد موسى ، الحياة التى تشبه فى تفاصيلها مسرحاً طلقا الرقصات الشعبية و مناسباتها التى لا تنقطع ، حكاماتها ، شعرائها الشعبيين الشاعر( حسن كمو ) والمحدثين منتوجاتها الجلدية و الصوفية و السعفية ، نسائها الماضيات نحو ( مخمساتهن ) مزارعهن أو المتسلقات على (السقالات) فى براعة مهنية متقنة لـ (طلبة) محترف هذ ا سحر يدفعك للعودة لا محال ولن أكرر و لكن زمان الانحسار للجمال فى هذه المدينة لا يطول أبدا لن يطول .. ان لم يعجبك شئ فى الفاشر فلا تتعجل بالرحيل أو أذهب وعد وان لم تعد عد لتشهد ستصلك الأخبار لماذا ؟ لأن هذه المدينة قد تصمت ولكن كصمت الحكيم فان نطقت تغير الكثير .. قد نمضى فى جولة أوسع ..
شوتايم
الجنس : عدد المساهمات : 162 نقاط : 5030 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/01/2012 العمر : 35 الموقع : مـــنـتـديـات شــــــوتـايـم دت كـــوم
موضوع: رد: الفاشر الوادعة التي ترقد على كثبان رمال الغرب وهي النجمة التي سافرت وما تزال في خضم التاريخ وصناعة المستقبل الثلاثاء فبراير 07, 2012 8:50 pm
تقبل مرورى
الفاشر الوادعة التي ترقد على كثبان رمال الغرب وهي النجمة التي سافرت وما تزال في خضم التاريخ وصناعة المستقبل